الخميس، 19 مايو 2011

نظام في غير زمانه


عندما يصف النظام السوري ما يجري في سوريا أنه مؤامرة خارجية حبكت بأيدي معادية لنهج الممانعة الذي يدعي النظام تبنيه وإحداث بلبلة في الشارع السوري ،هو يعيد الكلام الذي كرره النظامين الساقطين في كلا من مصر وتونس ،لكن الذي تميز بها جهابذة سوريا هو زعمهم أن جماعة مسلحة تحمل فكرا متطرفا وتمول من دول مجاورة تقوم باستهداف المواطنين وقوات الأمن في آن واحد
هذا الإخراج المتخلف لهذه المسرحية الهزلية الفاشلة يدل على عقم في التفكير السياسي لدى الجهة التي تتعامل مع الوضع الراهن في البلد وشلل تام في القدرة على مجاراة الأحداث، بل على العكس من ذلك تماما فمن الواضح أن النظام السوري وضع رؤية للتعامل مع الأحداث تعتبر خارج إطارها الزمني والمكاني والاجتماعي
الزمني :من حيث أننا نعيش في زمن الفيس بوك والإعلام الفضائي الذي أتاح الفرصة لكل شخص أن يصبح مراسل صانع للحدث وبذلك لن يستطيع النظام حجب الصورة الحقيقية وتقديم المشهد الذي يزيفه ليصبح الشاهد الوحيد
المكاني :الانتشار الواسع لرقعة الثورة التي باتت تغطي غالبية المدن السورية بما فيها أحياء عريقة من العاصمة ،الحالة التي يصعب معها الاستفراد الذي مارسه النظام في كلا من حماة والقامشلي مع تباعد الفترة الزمنية لكل منهما
الاجتماعي :الحالة الفريدة للحمة الوطنية التي ظهر فيها الشارع السوري بكل مكوناته وأطيافه والتي فشلت معها كل محاولات الرشى الفئوية والمناطقية لتفكيك هذا العقد الفريد
اذا ما استمر النظام بنفس الدرجة من الحماقة والهمجية في إدارة الأزمة من المتوقع أن يزداد عدد المنضمين إلى الثورة التي رفعت من سقف مطالبها الى المستوى الذي طالبت فيه بإسقاط النظام
عندها نصل الى نقطة اللاعودة التي لن تجدي معها كل محاولات الإصلاح ،وإنما إزالة بنيان قديم متهالك لإقامة آخر جديد يتناسب وحجم التضحيات التي قدمها شباب الثورة.
شامي متحضر