الخميس، 21 أبريل 2011

لنجعل هدفنا التغيير الحضاري السلمي


هناك مفهوم متجذر لدى النظام السوري يٌعتبر إحدى أهم الوسائل التي تساعده على إطالة  تواجده في سدة الحكم وإطباقه الخناق على رقاب السوريين, قائم على مبدأ أنه لا يمنح للشعب أي شيء ما دام يمتلك الوسائل المشروعة وغير المشروعة التي تمكنه من ذلك.
أما في اللحظة الحرجة التي يجد نفسه فيها مظطراً لتقديم تنازلات فإنه يحاول التلون والمراوغة قبل أن يقوم بتلبية متطلبات الناس.
هذا مالمسناه عندما استولى بشار على السلطة ،حيث قام بإصلاحات كإحداث جامعات خاصة والترخيص للبنوك الخاصة. هذه الأصلاحات كان من الممكن أن تتم في عهد الأب لكنها أجلت لعهد الأبن لتسجل في خطة التطوير والتحديث.
الآن بشار يصدرمراسيم متتالية كانت تنتظر منذ فترة طويلة جداً ،والتي ماكان لها أن ترى النور لولا حالة الضغوظ الهائلة من قبل الشباب المنتفض.
لكن الذي فات النظام أن حالة الاحتقان في الشارع السوري وكمية الإحباط لدى الشباب وصلت إلى مرحلة  لم تعد تجد معها أي عملية ترقيع .
المطلوب الآن هو افساح المجال أمام التداول السلمي للسلطة, وتهيئة كل الظروف التي يتطلبها الانتقال إلى هذه المرحلة.
لنجعل هدفنا التغيير الحضاري السلمي.

التغيير من منظور النظام السوري


قد يقوم النظام السوري بعمليات تجميلية كاستبدال قانون الطوارئ بآخر للإرهاب ,و بعض المراسيم التي تٌغير بالشكل دون المضمون ،قد تتطرق للمادة الثامنة من الدستور التي نصها حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة, مع بعض الإصلاحات كمنح الجنسية للأكراد المجردين منها وقانون للأحزاب لكي يزيد عدد التحف في متحف التعددية الهزلية .
هو عندما يقدم هذه التنازلات يكون مرغماً لفعل ذلك لذلك سيعطيها بالقطارة،ومع ذلك فإن تمت تلك الترقيعات ،سوف تجعل الحالة السورية شبيهة بالوضع المصري في عهد مبارك ،أي تعددية هزلية وحرية إعلام غير فاعلة على مبدأ ( هم بيتكلموا اللي عوزينو وأحنا نعمل اللي عوزينو ).
في هذه الحالة يحتاج الشعب ثلاثين سنه من حكم الأب ( بشار ) الذي الذي سيسمح بانتخابات رئاسية تعددية يضمن فيها الفوز ،ويعين بعدها ابنه حافظ الثاني رئيس السياسات في حزب البعث لتهيئته للحكم، عندها من الممكن أن يتم التغيير الحقيقي.
هذا ما يراهن عليه بشار وزمرة الفساد التي تعيش في مستنقعه, لكن الشعب السوري الذي تمكن من كسر حاجز الخوف وقدم أعظم التضحيات متمثلة في كوكبة الشهداء الذين سنبقى أوفياء لأرواحهم و لن نرضى دون الاقتصاص لهم بعد أن نحقق كل مطالبهم التي لن تتحقق دون زوال ليل الأستبداد وبزوغ سمش  الحرية التي لن تشرق دون الأتيان على هذا البناء المتهالك من أِساسه  .

لنجعل هدفنا التغيير الحضاري السلمي
شامي متحضر